اخر الاخبار

Post Top Ad

Your Ad Spot

السبت، 6 يناير 2018

الملاخ.. الثائر...



الملاخ.. الثائر...


الملاخ.. الثائر...
الملاخ ..الثائر

بينما كان عبد الله منقطعا إلى عمله...غير مهتم لما يدور حوله من هرج ومرج .. إذ دخل عليه مجموعة من "باندية السوق".. 

وقد بدت عليهم علامات الشر...

- لم أنت تعمل؟؟؟

- غريب هذا السؤال.. أنا أعمل من أجل كسب قوتي وقوت عيالي.. وأنتم ترون الكساد الذي تعيش فيه البلاد.. وغلاء الأسعار.. وتفشي الاحتكار... وهذا يتطلب مني جهدا مضاعفا...

- لكن نحن أعلنا اليوم عن توقف العمل بالمدينة احتجاجا على قرار الوزير الأخير بتسعير ثمن بيع الزمباع بالتفصيل ...

- وما دخلي أنا في الزمباع وكيف يباع .. أنا مجرد ملاخ...

- ملاخ أو حتى برباش... قلنا على الجميع أن يتوقف عن العمل أي أنه على الجميع أن يتوقف عن العمل...

- لكن...

- ومن غير لكن...

- أنا لست خروفا كي....

- لا أنت لست سوى خروف... ويجب أن تقول بااااااااااع مثل الآخرين وبدون أي نقاش وإلا فإننا سنشطب اسمك وسنعزلك من مهامك كما عزلنا التسعة الآخرين ...

- من أين ستشطب اسمي ومن أين ستعزلني؟؟؟؟؟ أنا لست منخرطا بأي جهة ولا أنتمي لأي تنظيم لا مدني ولا سياسي...

- لا نحن سنشطب اسمك من دفاتر الأحياء وسنعزلك من الدنيا...

- ولكن أنا لم أفعل لكم شيئا.. بل أنا أدفع لكم ثلاثة دنانير كل شهر من لحمي ودمي لتنعموا أنتم بالراحة والسيارات والسلطة بينما أنا أعاني وحدي ولا من يدافع عني...؟؟

- أنت طويل اللسان وتحتاج لمن يؤدبك... نحن لم نسمعك يوما تقول بااااع باااااع مثل البقية.. وهذا عيبك.. نعلم جيدا أنك رجل طيب ومجتهد وتدفع ما عليك بانتظام.. ولكن عيبك أنك متمرد... هيا أغلق هذه البراكة وغادر فورا قبل أن تلقى حتفك...

- لكن أنا إن لم أعمل سأجوع.. هل ستعوضوني عن خسارتي .. فأنا أدفع لكم؟؟؟

هنا نفد صبرهم من لجاجه.. فأخذه أحدهم من قفاه وجره خارجا ..بينما راح أخر يبعثر محتويات دكانه ويسكب عليها البنزين ليحرقه... تألم المسكين استغاث .. ولكن لا حياة لمن تنادي... فالأمن كان في الشارع المجاور بصدد حماية جماعة تركز صنما وسط مفترق طرق .. أما الوزير فكان يبيع البرتقال في القطار... وأما الرئيس فقد كان بصدد توبيخ السفير الأمريكي على تصريحات سيده ... ولم يبقى في المدينة غير الملاخ المسكين... هاله أن يخسر كل شيء .. ففتح فمه ليثغو مثل بقية الخراف... لكن صوته فجأة تحول إلى زئير....

عبد العزيز الرباعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Your Ad Spot

الارشيف