اخر الاخبار

Post Top Ad

Your Ad Spot

الثلاثاء، 20 فبراير 2018


العهر الممدوح.. والحق المقدوح؟؟؟

عبد العزيز الرباعي


العهر الممدوح.. والحق المقدوح؟؟؟

العهر الممدوح.. والحق المقدوح؟؟؟



لماذا يحتفي بمن يرقص عاريا ويعتبر فعله ذاك ضربا من ضروب الابداع الثقافي ويفسح له المجال على مصراعيه من أجل أن يقدم عروضه على ركح مسرح قرطاج... ولم يسمح لمتعاطي المخدرات (الزطلة) ليدخل بيوت الناس عنوة عبر وسائل الإعلام ويقدم للناس كأنه بطل بتعلة أنه من حقه أن يفعل ما يريد وأن يعبر عن رأييه بكل حرية؟... ولم يقدم من يطالب بالزواج المثلي على أنه بطل من نوع ما وأنه من حقه أن يكون مختلفا ومن حقه أن يعبر عن نفسه وأن يعيش بين الناس وحتى أن يدعوهم للتباع طريقته في الحياة... ولم يحق للمتنصرين والمتشييعين والأحمديين وعبدة الشياطين أن يتحركوا بحرية وأن يقدموا برامج إعلامية وأن يروجوا لمعتقداتهم بدعوى الحرية في التعبير... بينما يمنع أهل هذا البلد المتمسكين بقيمهم الإسلامية من التعبير عن آرائهم والترويج لما يعدتقدون أنه المنهج القويم وذلك بمحاصرتهم وتشويههم إما بتقديم صورة كاريكاتورية لهم تصورهم على أنهم أشخاص متخلفون ومشعوذون وماضويون أوالعكس من ذلك تماما على أساس أنهم أناس متشددون ومتزمتون وإرهابيون ولا هم لهم إلا قمع الناس وتحطيم حياتهم وإرغامهم على العيش خارج الزمان والمكان؟؟؟ حتى أننا أصبحنا نرى الكثير من الأولياء يصابون بالرعب من رؤية أبنائهم يواضبون على ممارسة شعائرهم الدينية... بينما يفرحون وتتهلل أساسيرهم وهم يرون أبناءهم يستبحون كل القيم ويطلقون لنفسهم العنان ليفعلوا كل المبيقات؟؟؟

ماذا يمكن أن نسمي محاولات إرغام الناس على القبول بقوانين ضاربة في الشذوذ والتطرف من قبيل حق الطفل في الاختيار بين لقب أمه وأبيه وبين الحق في التعري وفي استهلاك المخدرات وفي الشذوذ تحت تعلات الحرية والمساواة وما إلى ذلك من التسميات المزيفة والمنمقة ؟؟؟

وماذا نسمي كل هذه الحرب المعلنة على ما هو معلوم من الشرع بالضرورة وما هو محل اتفاق بين كل المسلمين من قبيل تحريم الخمر وتحريم اللواط وغيره من الأمور التي أصبحنا نرى سياسات ممنهجة من أجل إباحتها بين الناس؟؟؟

ثم ماذا يمكن أن نسمي كل هذه الحملات الممنهجة من أجل الطعن في السنة النوية وحتى في القرآن والتشكيك في أحكامه وآياته المحكمات تحت عبارات منمقة من قبيل الحق في الاجتهاد والتفكير والتجديد ممن لا علم له أو ممن لا يطمئن أحد إلى صدقه أو تقواه وممن لم يعرف عنه أي حرص لا على الاسلام ولا على أهله؟؟؟

الخطة أصبحت واضحة... فإن أنت سكت... تمادوا في ضربهم للدين والتدين في هذا البلد الذي كان عبر تاريخه منارة للإسلام في أفريقيا والعالم بأسره.... وزادوا من نشاطهم في تخريب كل ما يربط بين أهله وبين معتقداتهم... وإن أنت وقفت وأعربت عن احتجاجك ورفضك لما يتم ترويجه من هذه السموم التي يبثونها بالليل والنهار عبر كل الوسائل المتاحة لهم من إعلام وقوانين ومنظمات وأحزاب وجمعيات ولوبيات .. فالتهمة جاهزة في انتظارك وهي معاداة الحرية والتخلف والظلامية وختامها اتهامك بالإرهاب...

هكذا أصبح واقع الحال في تونس... واقع شاذ بكل المقاييس... بلد من المفترض أن أهله يدينون بالإسلام مع كل ما يقتضه ذلك من التزام بما يمليه ذلك الاعتقاد من واجبات... إلى بلد منقسم إلى طوائف شتى رغم أن الجميع يدعي أنه بلد على غاية من التجانس بين مكوناته ... ففي بلدنا أصبحنا نرى الملاحدة.. والمتنصرين... والمتشيعين.. والأحمديين... والوهابيين... والمتشددين.. ومتساهلين... والمشككين... والمقلدين... والمتهاونين... والمتملحين... والمتقلبين... والحربائيين.... والتائهين...

لكن ما لا يمكن فهمه هو... لم هي أصوات المناوئين للإسلام وأهله في هذا البلد هي الأكثر علوا ودويا بين الأصوات ولم هؤلاء المعادون لهذا الدين هم الأكثر حركة وتنمرا في الدفاع عن آرائهم بكل الوسائل وفي كل الأوقات؟؟؟ تحت مسميات نشر الحرية والدفاع عن حقوق الانسان... بينما يجبن من يرى أنه على دين الحق من الدفاع عن ذلك الحق بنفس القوة والجرأة والحماسة... وأن ينشط في توعية الناس ودرئ الشبهات عن دين الله....

فهل تاه الاسلام في هذا البلد بين متزمت متعصب موغل في الغلو وبين متدروش لا يرى في الدين غير طقوس ومدائح وأذكار وتمسح بأعتاب الأولياء والصالحين وبين حاقد على هذا الدين جعل كل همه القضاء عليه وإخراج الناس منه وبين آخذ للدين بالتقليد لا فرق عنده بين سهرة في مسجد وسهرة في مرقص ليلي... وبين غيور على دينه لكنه تائه، خامل، جامد، واهن لا يدري ماذا يفعل ولا أين يتجه ؟؟؟

اللهم رد أهل هذا البلد إليك ردا جميلا.. واكفهم شر ما يدبر لهم بالليل والنهار من مكائد أعداء هذا الدين .. الذين ظهرت العداوة والبغضاء في أقوالهم وفي قوانينهم وفي برامجهم وفي كتاباتهم وفي أعمالهم.. وما تخفي صدورهم أعظم.. إنك ولي ذلك والقادر عليه يا أرحم الراحمين....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Your Ad Spot

الارشيف